اخترت اليوم العالمي للمرأة كي أكون
معكن وابدأ صفحتي بكلمتين عن كل امرأة ومقاييس الصحة والجمال. كل امرأة منا هي
زهرة متميزة بعطرها وشكلها، تختلف عن أي امرأة أخرى بشخصيتها، شكلها، لونها، هيئة
جسمها ومقاسها، فكرها، أحلامها، وحتى ضحكتها.
معاناة مع الدايت، عمر ضائع
بعض الفتيات والسيدات يتنافسن للحصول
على شكل جسم مثل ف
لانة، سواء كانت فلانة هي شخصية مشهورة، أو حتى واحدة من الأقارب
أو المعارف. حياتها تضيع وتمر منها وهي تحلم بالوصول إلى هذا الشكل والقوام. بعضنا
تمارس الدايت القاسي، حتى لو كان الدايت غير مناسب لجسمها، متجاهلة عامل الصحة في
سبيل الوصول للصورة التي في خيالها. والبعض يوفر الأموال والمبالغ الكبيرة
لإنفاقها على عمليات التجميل، أحياناً متجاهلات للمخاطر التي يحذرها منها
المختصين، وكلنا سمعنا عن دخول العديد من النساء في مضاعفات صحية، أو عدم رضاهن عننتيجة عملية التجميل، والانحدار في مشاكل نفسية كنتيجة لانهيار الحلم – غير
الواقعي – الذي كان في مخيلتها.
ما هو الحل؟ هل يستحق الأمر أن تمر حياتك أمامك لا ترينها وأنت تلاحقين صورة جمالية مفروضة عليك؟ هل من حق أي أحد أصلاً أن ينكر جمالك وشخصيتك ووضعك في قالب امرأة أخرى؟ ألست امرأة متفردة في كل شيء؟
صحتك، حياتك، مستقبلك، ملكك أنتِ
عزيزتي المرأة، اليوم يوم المرأة، يومك، الذي اختير اعترافاً بقدراتك وتميزك. فليكن اليوم هو اليوم الذي ترين فيها مميزاتك، قبل عيوبك. صحتك ولياقتك وجمالك. تأخذين فيه قرارك لمستقبلك النفسي، المهني، والصحي. أنتِ نصف المجتمع، وأنتِ من تأتين بالنصف الآخر منه، وتربين نصفي المجتمع وهم صغار، وأنت قدوتهم وقوتهم وهم كبار.
صحتك وقوامك وجمالك تتحكم بهم عدة عوامل أولها جيناتك وتكوين جسمك. بل أنه في البيت الواحد يوجد أختين شقيقتين من نفس الأب والأم، ولكنهما يختلفان أشد الاختلاف.
لا تعتمدي على مقاس الجسم كمقياس ترين به نفسك. اهتمي بفكرك ورؤيتك للعالم من حولك، وداخلياً اهتمي بنظامك الغذائي، صحتك، ونظام لياقة بدنية يعتمد على تمارين رياضية، خفيفة ليست ثقيلة، فليس الهدف الدخول في منافسات رياضية، إلا إذا كان هذا طموحك وأن تنضمي لقائمة البطلات المشرفات مثل فريال أشرف صاحبة الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020!
ليكن اليوم الذي تبدئين فيه رؤية نفسك بشكل جديد، تبرزين جمالك، وتميزي نفسك بقوامك وشخصيتك، وقبل كل شيء بصحتك، فهي عماد مستقبلك، يازهرة من زهرات الحياة.